السبت، 14 مايو 2011

مصادر في المغرب تتحدث عن قرب فتح الحدود مع الجزائر

الفاسي الفهري: الرباط تجاوبت إيجابا مع اقتراح لروس «بتطبيع العلاقات» بين البلدين
قالت مصادر مطلعة في المغرب إن المغرب والجزائر «اقتربا من اتخاذ خطوة تهدف إلى فتح الحدود»، وأوضحت هذه المصادر أن الجانبين تجاوبا مع اقتراح قدمه كريستوفر روس المبعوث الأممي المكلف بنزاع الصحراء يقضي «بتطبيع كامل» للعلاقات بين المغرب والجزائر، مما سيساهم في تحقيق تقدم لتسوية نزاع الصحراء. وتأتي هذه التطورات قبل جولة جديدة من المحادثات بين المغرب وجبهة البوليساريو ستجرى الشهر المقبل في نيويورك، وهي مفاوضات لم تحقق تقدما يذكر حتى الآن.

وقال الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية، أمام لجنة برلمانية، إن بلاده «تجاوبت بشكل إيجابي مع المبعوث الشخصي للأمين العام حول منهجية لتطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر باعتبار ذلك عنصرا مهما ومساعدا للوصول إلى الحل النهائي والتوافقي لنزاع الصحراء». وكان الفاسي يتحدث بطريقة غير مباشرة حول موضوع الحدود المغلقة بين البلدين.

وكان نسب إلى عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري قوله إن الجزائر والمغرب «لا يمكنهما أن يديرا ظهريهما إلى بعضهما بعضا إلى الأبد». لكن بلخادم اشترط تحقيق تقدم في التعاون الاقتصادي بين البلدين، وأشار إلى مسألة تهريب المخدرات عبر الحدود من المغرب إلى الجزائر. وظلت الحدود بين البلدين مغلقة منذ صيف عام 1994، في أعقاب تداعيات هجوم ضد سياح في باحة أحد فنادق مدينة مراكش تورط فيها فرنسيون من أصول جزائرية.

وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قد عقد مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في الثالث من الشهر الحالي مباحثات في واشنطن تطرقت إلى ملفات مغاربية، وصرحت كلينتون عقب تلك المحادثات بأنها بحثت مع مدلسي «التعاون في مجال الإرهاب وقضايا أمنية»، لكنها لم تتطرق في تصريحاتها إلى نزاع الصحراء.

وأبلغ الفاسي أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أن المغرب «تجاوب بشكل إيجابي مع المبعوث الشخصي للأمين العام لوضع منهجية لتطبيع العلاقات بين البلدين باعتبار ذلك عنصرا مهما ومساعدا للوصول الحل النهائي والتوافقي لنزاع الصحراء». وقال إن ذلك تجسد في تبادل زيارات قطاعية بين مسؤولين حكوميين من كلا البلدين، وأعرب عن أمله أن تساهم الجزائر بصورة تتناسب مع مسؤولياتها سياسيا وقانونيا وأخلاقيا للدفع بالعملية التفاوضية نحو الحل السياسي والنهائي والتوافقي المنشود. لكن الفاسي انتقد الجزائر لأنها «توفر إمكانيات مادية وسياسية وإعلامية ضخمة لخصوم المغرب»، في إشارة إلى جبهة البوليساريو. وأشاد الفاسي بالتقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى مجلس الأمن في 14 أبريل (نيسان) الماضي، كما نوه بقرار المجلس الذي اتخذ على ضوء ذلك التقرير.

وعبر الفاسي عن اعتقاده «بتزايد قوة مشروعية الموقف المغربي مقابل تراجع أطروحة الخصوم، نتيجة الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي» على حد تعبيره. وكان المغرب اقترح منح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا لكن البوليساريو تمسكت بضرورة تنظيم استفتاء في الصحراء. وقال الفاسي إن المجتمع الدولي «بات يرى أن تقرير المصير لا يمر بالضرورة عبر تنظيم استفتاءات».
مصادر في المغرب تتحدث عن قرب فتح الحدود مع الجزائر
الفاسي الفهري: الرباط تجاوبت إيجابا مع اقتراح لروس «بتطبيع العلاقات» بين البلدين
السبـت 11 جمـادى الثانى 1432 هـ 14 مايو 2011 العدد 11855
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: أخبــــــار
الرباط: نعيمة المباركي
قالت مصادر مطلعة في المغرب إن المغرب والجزائر «اقتربا من اتخاذ خطوة تهدف إلى فتح الحدود»، وأوضحت هذه المصادر أن الجانبين تجاوبا مع اقتراح قدمه كريستوفر روس المبعوث الأممي المكلف بنزاع الصحراء يقضي «بتطبيع كامل» للعلاقات بين المغرب والجزائر، مما سيساهم في تحقيق تقدم لتسوية نزاع الصحراء. وتأتي هذه التطورات قبل جولة جديدة من المحادثات بين المغرب وجبهة البوليساريو ستجرى الشهر المقبل في نيويورك، وهي مفاوضات لم تحقق تقدما يذكر حتى الآن.

وقال الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية، أمام لجنة برلمانية، إن بلاده «تجاوبت بشكل إيجابي مع المبعوث الشخصي للأمين العام حول منهجية لتطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر باعتبار ذلك عنصرا مهما ومساعدا للوصول إلى الحل النهائي والتوافقي لنزاع الصحراء». وكان الفاسي يتحدث بطريقة غير مباشرة حول موضوع الحدود المغلقة بين البلدين.

وكان نسب إلى عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الجزائري قوله إن الجزائر والمغرب «لا يمكنهما أن يديرا ظهريهما إلى بعضهما بعضا إلى الأبد». لكن بلخادم اشترط تحقيق تقدم في التعاون الاقتصادي بين البلدين، وأشار إلى مسألة تهريب المخدرات عبر الحدود من المغرب إلى الجزائر. وظلت الحدود بين البلدين مغلقة منذ صيف عام 1994، في أعقاب تداعيات هجوم ضد سياح في باحة أحد فنادق مدينة مراكش تورط فيها فرنسيون من أصول جزائرية.

وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قد عقد مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في الثالث من الشهر الحالي مباحثات في واشنطن تطرقت إلى ملفات مغاربية، وصرحت كلينتون عقب تلك المحادثات بأنها بحثت مع مدلسي «التعاون في مجال الإرهاب وقضايا أمنية»، لكنها لم تتطرق في تصريحاتها إلى نزاع الصحراء.

وأبلغ الفاسي أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أن المغرب «تجاوب بشكل إيجابي مع المبعوث الشخصي للأمين العام لوضع منهجية لتطبيع العلاقات بين البلدين باعتبار ذلك عنصرا مهما ومساعدا للوصول الحل النهائي والتوافقي لنزاع الصحراء». وقال إن ذلك تجسد في تبادل زيارات قطاعية بين مسؤولين حكوميين من كلا البلدين، وأعرب عن أمله أن تساهم الجزائر بصورة تتناسب مع مسؤولياتها سياسيا وقانونيا وأخلاقيا للدفع بالعملية التفاوضية نحو الحل السياسي والنهائي والتوافقي المنشود. لكن الفاسي انتقد الجزائر لأنها «توفر إمكانيات مادية وسياسية وإعلامية ضخمة لخصوم المغرب»، في إشارة إلى جبهة البوليساريو. وأشاد الفاسي بالتقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى مجلس الأمن في 14 أبريل (نيسان) الماضي، كما نوه بقرار المجلس الذي اتخذ على ضوء ذلك التقرير.

وعبر الفاسي عن اعتقاده «بتزايد قوة مشروعية الموقف المغربي مقابل تراجع أطروحة الخصوم، نتيجة الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي» على حد تعبيره. وكان المغرب اقترح منح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا لكن البوليساريو تمسكت بضرورة تنظيم استفتاء في الصحراء. وقال الفاسي إن المجتمع الدولي «بات يرى أن تقرير المصير لا يمر بالضرورة عبر تنظيم استفتاءات».
الرباط: نعيمة المباركي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق